21 مارس عيد أم يتزين بدماء شهداء الثورة


في الهيبر ماركت الشهير كانت الاغاني الخاصة بعيد الأم تصدح من الاذاعة الداخلية ، الهيبر مليء على آخره بالزبائن ، بعضهم اصطحب والدته والاغلبية قررت أن تكون هديتها مفاجأة ...لكن عيد الأم هذا العام سيكون مختلفا ، إنه عيد بطعم الثورة ..عيد برائحة دماء الشهداء الزكية.

لم تتمكن توابع الثورة والقلق والتوتر الذى ساد البلاد بعدها الجميع عن هذا اليوم، فقد قامت العديد من المراكز والنقابات بعمل احتفاليات لتكريم أمهات الشهداء، ومن ضمنها ساقية الصاوى و دار مناسبات شبرا واللتان أعلنتا عن عقد احتفالية لتكريمهم يوم عيد الأم ، لكن عيد هذا العام سيكون عيد أمهات الشهداء الذين سقطوا في ثورة 25 يناير .
من أشهر أمهات الشهداء الجديدات والدة خالد سعيد الملقب شعبياً بـ "شهيد الشرطة" ورسمياً (بحسب النظام السابق) "شهيد البانجو" سعيد الذي قتلته الشرطة في شهر يونيو الماضي يعده كثيرون من أوائل بشائر ثورة يناير. والدته شاركت في فعاليات الثورة. وعلى رغم أحزانها وآلامها، كانت تقول وهي الآتية من الإسكندرية إلى ميدان التحرير وابتسامة رضا لا تخلو من ألم على وجهها: "أنا سعيدة. لو لدي إبن آخر أضحي به في سبيل الحرية، فسأفعل".
بعض الأمهات أكدن أنهن تنتظرن هذا اليوم لكى تعرف مدى انتماء أبناءها لها وحبهم لها، فليست قيمة الهدية في ثمنها أو ماهيتها إنما قيمتها في أن يشغل الأبناء بالهم بأمهم وكيفية التعبير لها عن حبهم.
تقول منى السيد، ربة منزل أن هذا اليوم من أسعد أيام حياتها، خصوصاً أن طفلتها التى لا تتعدى الخمس سنوات أخذت منها نقود لكى تشترى لها وردة.
أما نجوى على، موظفة فتشتاق لهذا اليوم من عام لعام فليس أطفالها وحدهم يشترون لها الهدايا ولكن زوجها أيضاً.
وترى سعاد فهمى أن هذا اليوم ليس فقط يوم تبادل الهدايا، فأجمل ما فيه هو التفاف أولادها حولها، خاصة أن في هذا الزمان الكل منشغل بحياته.
وتتذكر نجلاء نور، مدرسة أن في عيد الأم الماضي فائجتها ابنتها بكى ملابس العمل لها وتلميع الحذاء والقيام بكل واجبات أمها المنزلية في هذا اليوم، الأمر الذى جعل سعادتها فوق الوصف.
أما عن الأبناء فيقوم العديد منهم خاصة الذين لازالوا يدرسون فيدخرون الأموال من أجل احضار هدية لأمهاتهم في هذا اليوم، ويستمتعون بإحساس الاختيار، وعمل مفاجأة مكشوفة مقدما.
تقول أمل مسعد، تلميذة في الإبتدائي " انا بحب الورد اوى عشان كده جبت لماما البوكيه  الصغنون ده"، وفى مشهد لطيف كانت ام تسير حاملة وردة حمراء ومعها ابنها الملتحق بالحضانة وقد احضرها لها.
أما طلاب الثانوي والجامعة فمنهم من يسأل والدته أولاً عما تريده وينزلوا سوياً لشرائه لها، والبعض الأخر لجأ لشراء أدوات منزلية خاصة البنات فتقوم الأم بحفظها في جهازها فتعود لها مرة أخرى.
فتضحك نها على، طالبة جامعية قائلة " بجيب لماما حاجة للبيت تقوم شايلهالى فى الجهاز، عشان كده المرة الجاية هجيبلها حاجة ليها هى".
أخيرا مصراوي يدعو جميع المصريين الى أن يكون هذا العيد هو عيد شهداء الثورة ..ابحث عن عنوان والدة أحد الشهداء ...اذهب اليها ومعك هدية بسيطة ..قل لها اليوم أن ابنها لم يمت ..وأنه في الجنة مع الشهداء.
  • مصراوي


إرسال تعليق

0 تعليقات