مليوني دولار من جوجل لإنقاذ حياة ويكيبيديا

قررت شركة "جوجل"الأمريكية التبرع بمبلغ 2 مليون دولار لإنقاذ حياة موسوعة "ويكيبيديا" الشهيرة بعد تعرضها لأزمة اقتصادية أدت إلى قصور في الميزانية السنوية للموسوعة التي تعد أحد أكثر المواقع قراءة على الإنترنت.

وصرح جيمي ويلز مالك مؤسسة "ويكيميديا" غير الربحية صاحبة الموسوعة الأربعاء الماضي، أن "جوجل" تبرعت بالمبلغ لتطوير الموسوعة شائعة الانتشار، فضلاً عن تطوير


مشروعات لدعم بنية الموسوعة التقنية في إطار مواجهة الازدحام الزائد على الإنترنت وتسهيل استخدام موقعها والدخول عليه.

كما سيجرى استثمار المبلغ في مشروعات أخرى مثل مشروع "ويكيبوكس" لتخزين الكتب و"ويكيشينري" الذي يعمل كقاموس للكلمات والمصطلحات، بالإضافة إلى مشروع "ويكيميديا كومنز" الذي يعتبر مستودعاً لصور وملفات الوسائط الأخرى.

ومن جانبه، قال سيرجي برين أحد مؤسسي "ويكيبيديا" إنها تعد واحدة من أعظم انتصارات الإنترنت، مضيفاً أنها تعد بمثابة مخزن هائلة للمحتويات التي يولدها المتطوعين بجانب أنها مصدر لا يقدر بثمن لكافة المستخدمين.

ومن جانب أخر، أفاد متحدث باسم "ويكيميديا" بأنه مع ازدحام الخوادم خارج الولايات المتحدة وأوروبا، أصبح من المهم التطلع إلى تمديد مراكز المعلومات في مواقع جديدة، إذ تعتمد المؤسسة على مركزين للبيانات أحدهما في ولاية فلوريدا الأمريكية والأخر في العاصمة الهولندية أمستردام.

وتابع أن المنحة قد تساعد المؤسسة في أنشطتها الهادفة إلى زيادة مستوى الإسهامات من الخبراء والطلاب والأكاديميين المهتمين بموضوعات الموسوعة، بجانب تطوير أفضل لأدوات التعليم والتعلم.

يذكر أن "ويكيميديا" تسلمت ما يزيد عن 8 مليون دولار حتى يناير\كانون ثاني من ما يزيد عن 240 ألف متبرع، وهو ما يعادل ثلاثة أرباع الدخل المستهدف خلال العام المالي الحالي.

مخاوف تحيط بـ"ويكيبيديا"

وازدادت مؤخراً المخاوف بشأن مستقبل موقع"ويكيبيديا"، بعد انسحاب مجموعة من الباحثين المتطوعين المسئولين عن إثراء وتحديث الموقع من خلال تصميم الصفحات الجديدة ومراجعة المعلومات المضافة.

وذكرت دراسة جامعية نشرتها صحيفة "ديلي ميل"، أن الإصدار الإنجليزي من الموقع فقد 49 ألف محرر متطوع في الشهور الأولى من العام الماضي، فضلاً عن 4900 خلال نفس الفترة من عام 2008.

وأوضحت الدراسة التي أجراها فيليبي أورتيجا من جامعة راي خوان كارلوس الإسبانية، أن عشرات الآلاف من محرري "ويكيبيديا" لم يعودوا يشاركوا في تحديث الموقع كما لم يجرى استبدالهم.

وأكد أورتيجا الذي ابتكر برنامجاً يحلل التاريخ التحريري لأكثر من ثلاثة ملايين مساهم في الموسوعة، أنه في حال عدم وجود عدد كافي من الأشخاص الذين يهتمون بالمشروع فيمكن أن يختفي سريعاً.

وأضاف أورتيجا أن الموقع لم يتدهور حتى الآن إلى هذا الحد، لكن يمكن أن يصل إليه في حال استمرت الاتجاهات السلبية على ذات المنوال، مؤكداً أن المساهمين لم يعودوا يتمتعوا بنفس الروح التي صاحبتهم في سنوات الموسوعة الأولى.

وتابع قائلاً إن هناك أشخاص يُحكِمون حالياً السيطرة على مقالات الموقع، مما يُصعب عملية المشاركة، بالإضافة إلى زيادة البيروقراطية والقواعد التي تحكم المساهمات، والتي تعد بدورها معوقاً أمام الكثيرين.

وقالت الصحيفة البريطانية إن السبب وراء ذلك ربما يرجع إلى البيروقراطية الزائدة التي تمنع تصحيح أخطاء مثل إذاعة خبر عن وفاة عضو مجلس الشيوخ الأمريكي "إدوارد كنيدي" قبل حدوثه، حيث يسمح الموقع للمستخدمين المسجلين بتعديل المدخلات، غير أن هذا يجعله عرضة لسوء الاستخدام.

ويعد أقرب مثالاً لذلك الكم الهائل من البذاءات التي نشرت على الصفحة الخاصة "بتييري هنري" لاعب المنتخب الوطني الفرنسي لكرة القدم بعد إحرازه هدفاً بيديه في التصفيات المؤهلة لكأس العالم أمام منتخب أيرلندا.

يذكر أن جيمي ويلز رجل الأعمال الأمريكي أنشأ عام 2001 الموقع، الذي تمكن في فترة وجيزة من أن يصبح خامس المواقع انتشاراً حول العالم على الإنترنت بعدد زوار وصل إلى 325 مليون شهرياً.

المصدر: محيط

إرسال تعليق

0 تعليقات