جراح مصري وعالمي حظى بمكانة علمية متميزة في مجال جراحة القلب والأوعية الدموية، فكان واحداً من رواد جراحة زراعة القلب بالعالم، فقام بالعديد من العمليات الجراحية الناجحة والتي تجاوزت 2000 عملية جراحية على مستوى العالم، هذه العمليات التي أنقذ بها حياة الآلاف، ولم يدخر جهداً من أجل القيام بالعديد من العمليات الجراحية المجانية في الدول النامية للمرضى والأطفال الذين لا يتوافر لهم المال اللازم لأجراء مثل العمليات.
ويرجع له الفضل في تدريب العديد من الأطباء الشبان من أجل توفير أجيال من الأطباء المهرة في مجال زراعة القلب، هذا بالإضافة لإسهاماته العديدة في ابتكار أساليب جديدة في مجال تقنيات وجراحات نقل القلب.
النشأة
هو الدكتور مجدي حبيب يعقوب أحد أشهر جراحيين القلب في العالم، مصري الجنسية، ولد في السادس عشر من نوفمبر 1935م، بمركز بلبيس بالشرقية بجمهورية مصر العربية، وقد عشق يعقوب مهنة الطب منذ الصغر وطالما حلم أن يكون جراح، وربما يرجع عشقه لهذا التخصص الدقيق إلى والده والذي كان بدوره طبيب جراحة عامة، وكان مجدي يكن له الكثير من الإعجاب.
وكانت من ضمن العوامل المؤثرة في توجه مجدي يعقوب نحو جراحة القلب خصيصاً هو ما حدث عندما كان في السابعة من عمره، حيث توفيت عمته في الثانية والعشرين من عمرها متأثرة بضيق في صمام القلب، وعدم إمكانية إجراء جراحة لها سوى بالخارج، وهو الأمر الذي مثل حافز له ليصبح جراح قلب.
الدراسة
حصل مجدي يعقوب على بكالوريوس الطب من جامعة القاهرة - مستشفى القصر العيني - عام 1957م، وعمل كنائب جراح بقسم عمليات الصدر بمستشفى القصر العيني، ثم قام بالسفر إلى المملكة المتحدة عام 1962م وذلك لاستكمال دراسته، فحصل على الزمالة الملكية من ثلاث جامعات وهي زمالة كلية الجراحيين البريطانيين بلندن، زمالة كلية الجراحين الملكية بأدنبرة، وزمالة كلية الجراحين الملكية بجلاسكو.
المجال العملي
عمل يعقوب باحثاً بجامعة شيكاغو الأمريكية عام 1969م، ثم رئيساً لقسم جراحة القلب عام 1972م، وأستاذاً لجراحة القلب بمستشفى برومتون في لندن عام 1986م، ثم رئيسا لمؤسسة زراعة القلب ببريطانيا عام 1987، وأستاذا لجراحة القلب والصدر بجامعة لندن.
كما شغل منصب مدير البحوث والتعليم الطبي ومستشار فخري لكلية الملك ادوار الطبية في لاهور بباكستان، بالإضافة إلى رئاسة مؤسسة زراعة القلب والرئتين البريطانية.
أصدر يعقوب العديد من الأبحاث العالمية المتميزة والتي فاقت الأربعمائة بحث متخصص في جراحة القلب والصدر.
وعندما قام الرئيس المصري محمد حسني مبارك بإصدار قراراً بتشكيل المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، تم ضم عدد من رموز مصر بالخارج إليه من ضمنهم الدكتور مجدي يعقوب، أحمد زويل، وفاروق الباز، وغيرهم من العلماء والشخصيات العامة المتميزة، والذين عملوا على دفع مسيرة العلوم والتكنولوجيا بمصر.
إنجازاته في المجال الطبي
وللدكتور مجدي يعقوب العديد من الإنجازات الطبية فمن خلال عمله كجراح قلب في المستشفيات البريطانية، قام بتقديم العديد من الأساليب الجراحية الجديدة لعلاج أمراض القلب وخاصة الأمراض الوراثية، ويعد الدكتور مجدي يعقوب ثاني جراح يجري عملية زراعة قلب بعد الدكتور العالمي كريستيان برنارد عام 1967م، وقد قام يعقوب بحوالي ألفي عملية زراعة قلب وذلك على مدار 25 عام.
تمكن يعقوب من إجراء أول عملية جراحية لزراعة القلب عام 1980م، وعكف بعد ذلك على إجراء هذه الجراحات على نفقته ونفقة المتبرعين لفترة من الزمن، حيث لم يكن هذا النوع من الجراحة منتشراً في هذا الوقت، ولم تكن تكاليف هذه العملية تخضع لنظام التأمين الصحي للمرضى، وقد نجح يعقوب نجاحاً باهراً في مجال زراعة القلب والرئة، ثم زراعة الاثنين في الوقت نفسه عام 1986م.
سعى الدكتور يعقوب من خلال عمله كطبيب إلى اختراق كل ما هو صعب في مجال جراحة القلب، والعمل على ابتكار أساليب جديدة تساعد وتنمي مهارات الجراحيين بالشكل الذي يجعل جراحات القلب أكثر سهولة مما سبق.
هذا بالإضافة لمساهمته في مركز هارفيلد لأبحاث أمراض القلب ببريطانيا، واستحداثه أساليب مبتكرة للعلاج الجراحي لحالات هبوط القلب الحاد، كما عمل على تأسيس البرنامج العالمي لزراعة القلب والرئة.
نشاطه الطبي
على الرغم من تقاعده إلا أنه استمر كاستشاري لعمليات نقل الأعضاء، كما استمر عمله في مجال البحوث الطبية وكتابة التقارير والمقالات العلمية، هذا بالإضافة لقيامه بممارسة الجراحة بعيادته الخاصة ببريطانيا.
وله نشاطه في المجال الخيري حيث قام بتأسيس إحدى المؤسسات الخيرية عام 1995م والتي عرفت باسم " جين أوف هوب" أو "سلاسل الأمل"هذه المؤسسة التي سعى من خلالها لإجراء جراحات القلب للمرضى في الدول النامية، وقد أهتم كثيراً بإجراء العمليات الجراحية مجاناً في عدد من الدول والتي يأتي على رأسهم بلده مصر وذلك للأطفال الذين لا يستطع أهلهم تحمل نفقات الجراحة والعلاج لأولادهم، كما عمل على إنشاء وحدة رعاية متكاملة بمستشفى القصر العيني بمصر لعلاج التشوهات الخلقية في القلب.
خاض الدكتور مجدي يعقوب العديد من العمليات الجراحية الهامة، ومن العمليات الهامة التي قام بها عملية زراعة قلب لطفلة تدعى " هنا كلارك" تبلغ من العمر عامين، حيث كانت تعاني من تضخم في القلب بنسبة 200%، وتم الإبقاء على القلب الأصلي وعدم استئصاله للطفلة، هذا القلب الذي تمكن من استعادة حجمه الطبيعي وعاد للنبض مرة أخرى بعد عشر سنوات وبعد مساعدة القلب الصناعي له، مما فتح الباب لأسلوب جديد في العلاج يقوم على زرع جهاز ميكانيكي يعمل على مساعدة القلب المريض على الشفاء، وقد قام يعقوب بالعودة مرة أخرى للجراحة من اجل مساعدة الفريق الطبي للفتاة ومتابعة حالتها.
التكريم
نظراً لجهوده وتأثيره الفعال في مجال جراحة القلب استحق الدكتور مجدي يعقوب التكريم من أكثر من جهة، فحصل على لقب بروفسير في جراحة القلب عام 1985م، وقامت ملكة بريطانيا بمنحه لقب " سير" عام 1991م، كما فاز بجائزة الشعب عام 2000م والتي قامت بتنظيمها هيئة الإذاعة البريطانية BBC، ;كما تم انتخابه من قبل الشعب البريطاني ليفوز بجائزة الإنجازات المتميزة في المملكة المتحدة.
هذه الجائزة التي تقدم لتكريم أصحاب الإنجازات المتميزة بالمملكة المتحدة، وفي هذه الجائزة يتم ترشيح الفائزين من قبل الشعب البريطاني والذي يقوم بالتصويت على الفائزين أيضاً، كما حصل على عدد من الألقاب والدرجات الشرفية من عدد من الجامعات العالمية، وتم تكريمه بواسطة البابا شنودة.
0 تعليقات
تذكّر قول الله عز وجل
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ))