توازن بين الإبداع والابتكار والتطبيق... «رولز- رويس 200 EX»: الطفل «فانتوم»


عندما تسألون عن الفخامة في عالم السيارات لا شك في أن الأجوبة محدودة جداً. ومن المنطقي القول أن علامة رولز- رويس تعدّ الأساسية في هذا المجال، وهي تتفنن من حين الى آخر في تقديم طرز نموذجية لا تلبث أن تتحول الى واقع يؤكد توجه الصانع البريطاني العريق.




ومن هذا المنطلق، شاركت رولز- رويس أخيراً في معرض جنيف الدولي، مطلقة نموذجاً تجريبياً جديداً حمل اسم 200 EX، الذي يمثل اتجاهات تصميم مبتكرة لسيارة رباعية الأبواب ديناميكية وعصرية جديرة بعلامة رولز-رويس العريقة، والتي تزهو في الوقت ذاته بتقنيات هندسية متطورة تتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين وتحدياته، علماً أن تصريحات مسؤولي الشركة أكدت تحول هذا النموذج الى واقع بنسبة 85 في المئة، أواخر السنة الحالية.
تنحصر مفاهيم هندسة السيارات الحديثة بالنسبة لرولز- رويس في تحقيق توازن بين الإبداع والابتكار والتطبيق، وقد وفّرت 200 EX فرصة لتقويم هذه الأفكار والتوجهات الجديدة بعدما
كانت 100 EX المكونة من بابين وأربعة مقاعد، أول سيارة تجريبية تكشف عنها رولز رويس تحت عباءة بي أم دبليو الألمانية عام 2003، في إطار الاحتفالات باليوبيل المئوي.
وبعد عامين فقط، قدمت رولز- رويس السيارة التجريبية الكوبيه 101 EX التي تميزت بتصميم عصري رشيق لتعيد الشركة تعريف مفاهيم فخامة السيارات الفاخرة الحديثة ورفاهيتها.
EX، الذي يُمهد الطريق لصناعة RR4، وهي رولز – رويس جديدة سيبدأ إنتاجها العام المقبل.
وعُهد إلى الفريق رسم ملامح سيارة رشيقة وديناميكية ذات إطلالة عصرية واضحة، بحيث تحافظ على سمات الهوية الرئيسة لأسلافها من سيارات رولز- رويس.
ويتمتع تصميم 200 EX بديناميكية لافتة، وهي ذات شخصية أكثر تميزاً من الطرز السابقة. ويسهم حجمها، أناقتها وإطلالتها في توسيع دائرة عملائها، ويجعلها مناسبة لقائمة كبيرة من الاستخدامات.
وتمتزج عناصر التصميم، مثل المقدم المرتفع وغطاء مقصورة المحرّك الطويل والغطاء الأمامي القصير وعامودA والخلفية الأنيقة، لتمنح السيارة روحاً وشخصية قوية ولكنها في الوقت ذاته جذابة


.

وتُعتبر الأسطح الكبيرة الممتدة أحد المعالم الرئيسة لمظهر 200 EX الخارجي عموماً، في حين تُضيف الخطوط الأفقية المنحوتة بدقة أبعاداً أخرى للتصميم وتعزز دقته الهندسية.
ويخلق التناغم بين خطوط منصة الأبواب المنزلقة إلى الأعلى والسقف المنخفض، صورة لسيارة تنبض بالقوة المفرطة. كما تبرز فخامة تصميم المنطقة الخلفية من خلال الأكتاف القوية والأجنحة ذات الخطوط الحادة التي تضيق في اتجاه المؤخر، وصولاً إلى الأضواء الخلفية.
كذلك تُضفي أبواب المقصورة الخلفية حضوراً طبيعياً وإحساساً بالرحابة والرفاهية. وبالتالي تسهم هذه العناصر، التي أعيد إطلاقها عام 2003 في طراز فانتوم، في الإرتقاء بكفاءة وأناقة التصميم. وتوفر الأبواب، التي تفتح بزاوية تصل إلى 83 درجة، أوسع منطقة دخول إلى المقاعد الخلفية في صناعة السيارات على الإطلاق، فضلاً عن تقديم أعلى مستويات الراحة والخصوصية.
وطاولت براعة فريق مهندسي ومصممي رولز- رويس مقدم السيارة أيضاً، حيث تشكل المصابيح الأمامية من نوع LED تطوراً نوعياً جديداً على أشهر مقصورة في عالم صناعة السيارات. وتنساب خطوط جوانب المقدم بانحناء تدريجي نحو الداخل، بينما تميل مجموعة دورات الرياح في اتجاه فتحة الغطاء.
كما يتميز هذا التصميم بديناميكية أكبر مقارنة بالمفهوم الأصلي الذي قدّم للمرة الأولى في سيارة فانتوم دروبهيد كوبيه.
كرّس فريق التصميم الداخلي مهاراته لتطوير أجواء عصرية تحمل مقومات تراث رولز- رويس من خلال استخدام أفخم الخامات والمواد الطبيعية لتوفير راحة ورفاهية لا نظير لهما. وانعكس التصميم الخارجي الفخم والجذاب على المقصورة الداخلية التي جاءت غاية في الفخامة. وفي حين يملأ الضوء الطبيعي فراغ المقصورة الرحبة، تمنح الأبواب الكبيرة وخطوط الأكتاف المرتفعة الركاب إحساساً بالأمن والفخامة، علماً أن أجواء الرفاهية عززت في المقعد الخلفي من خلال موقعه خلف العامود C.



وامتداداً لإرث علامة رولز- رويس صنّعت هذه السيارة يدوياً بالاعتماد على أفضل الخامات الطبيعية مع العناية بأدق التفاصيل، بما في ذلك الأضواء البلورية الأنيقة وصفائح الكروم التي تغطي مقابض الأبواب ووحدات التحكم التقليدية على شكل «مفاتيح الكمان»، وفتحات تهوئة كروية التصميم ولوحة الأدوات وأنظمة التحكم المطوّرة.

على صعيد آخر، تبدو لوحة وحدات التحكّم واضحة داخل المقصورة وتتميز باتساعها وتصميمها التلقائي. كما تتسم مفاتيح ووحدات الأنظمة بتصميم انسيابي دقيق مع إضافة وظائف جديدة ترتقي بفاعلية وكفاءة إدارتها، فيما تمنح لمسات الكروم اللامع المفاتيح واللوحات أناقة استثنائية. ويلمع الضوء الخفيف لأجهزة لوحة التحكّم خلف عجلة القيادة ذات الخطوط الواضحة باللون الأسود، والتي تتضمن بدورها عدداً من وحدات التحكّم بتصميم «مفاتيح الكمان» إلى جانب أنظمة أخرى في صورة عجلة دوارة.



ويغطي كابينة 200 EX جلد طبيعي بلون الكريم الخفيف بخطوط تجعيد خفيفة، وسجاد حرير «كورن سيلك» وأغطية من خليط كشمير. وتكتمل هذه اللوحة بقشور خشب «سانتوس باليساندر» المختارة بعناية لما تتميز به من خطوط تجعيد رائعة.

لم تستثن الأزمة الاقتصادية أي صانع، فليس هناك من دواء مناعة يحمي أحد. لكن رولز- رويس أرادت ان يكون جوابها على الأزمة الحالية من خلال نموذج أصغر بُني على قاعدة طراز بي أم دبليو الجديد الذي قدّم أخيراً، لكنه أقصر بنحو 435 ملم وأقل عرضاً 42 ملم وانخفاضاً 84 ملم من طراز فانتوم، ليبلغ طوله الإجمالي 5399 ملم، عرضه 1948 وارتفاعه 1550 ملم، فيما يصل طول قاعدة العجلات الى 3295 ملم، ما ينعكس على رحابة كبيرة لخمسة أشخاص.
وجرياً على عادتها منذ بداية القرن المــاضي، زودت رولــز- رويــس نــموذج 200 EX بمحرك مكون من اثنتي عشرة اسطوانة يولد قدرة 500 حصان.
ويتميز على غرار بقية محركات الشركة بالأداء العالي والقدرة الملفتة. ومن الطبيعي عند تحوله الى خطوط الانتاج ان يفقد هذا النموذج تسمية 200 EX لتستبدل مثلاً بإسم سيلفر كلاود أو الغيم الفضي تماماً مثل الشبح أو غيره من الأسماء التي اعتدنا عليها من رولز- رويس.
تعكس سيارة رولز رويس انطباعات تتراوح بين الكمال والسرعة والسهولة. كما تتوافر هذه السيارة المعاصرة الكلاسيكية بطرز عدة منها الأخير «فانتوم».
يمكن لصاحب رولز رويس أن يختار هذه السيارة لأسباب مختلفة. فبينما يفضل بعضهم تصميمها الحرفي، ينساق آخرون الى التجربة الفريدة التي توفرها من قيادة سلسلة وصامتة. وتتملك فئة ثالثة الرغبة بامتلاكها لشعور أفرادها أنهم اقتنوا قطعة فنية فريدة، هي أفضل سيارة في العالم. الا انه وخلال المراحل التي تمر بها رولز رويس وعلى اختلاف الأسباب التي يمكن أن تدفع أي شخص الى شرائها، هناك خصوصية تميز هذه السيارة ومالكها، الا وهي «روح النشوة».
هو شعور يتجسّد بأيقونة مجنّحة تحمل الاسم ذاته، ايقونة على شكل امرأة تميل الى الأمام وتمدّ ذراعيها الى الوراء. هي تطير فرحة على الدرب وقد تحولت ثيابها الى أجنحة. هذه الأيقونة هي «روح النشوة» وتمثل كل ما ترمز اليه سيارة رولز رويس.
فكل سيارة رولز رويس تجّسد العراقة والشغف. أما القصة وراء هذه الايقونة المجنحة – «روح النشوة» – فهي غامضة ومشوقة. لقد صممها تشارلز سايكس، وهو خريج جامعة لندن الملكية للفنون London Royal School of Arts ، وراودته الفكرة استجابة لطلب أحد ابرز الشخصيات في عالم السيارات، اللورد مونتاغو أوف بوليو Lord Montabou of Beaulieu
هكذا ولدت أول ايقونة من تصميم سايكس وكانت عبارة عن امرأة ساحرة الجمال وغامضة، تلبس رداء شفافاً وتضع أصبعها على شفتيها بكل رقة، وعرفت باسم whisper الذي يعني «همسة» باللغة العربية.
وقتذاك، كانت ايقونات السيارات تعتبر من الكماليات وتعكس الانتماء الطبقي واللياقة الاجتماعية لمالك السيارة. الا أن عدداً من هؤلاء كانوا يضعون رموزاً غير لائقة على سياراتهم. وفي عام 1910، استدعى كلود جونسون المدير التنفيذي لسيارات رولز رويس، سايكس بهدف تصميم ايقونة مميزة تعكس «كرامة» هذه الماركة و «رشاقتها وخلودها».
وأراد سايكس بعد أن أطلق على الايقونة اسم «روح النشوة»، ان يذكّر برمز القوة والسرعة والانتصار في علم الأساطير والتي كان اسمها «نايكي» Nike، بعد أن يمزج بين ما يمثله هذا الرمز وما تمثله whisper «الهمسة». ووصفها سايكس «بالآلهة الشابة والرشيقة. هي روح النشوة التي أختارت أن يكون السفر المستمر مصدر سعادتها»، معتمداً بذلك على قوة رولز رويس وفعاليتها التي ستجعل الأيقونة تتألق في الهواء الطلق كلحن موسيقي منسجم.
وعلى مر السنوات، لم تتغير «روح النشوة» وهي تُصنّع اليوم يدوياً في قرية قرب ساوثمبتون في انكلترا. ويستعمل الشمع في طريقة تصنيعها. وهي عادة مصرية تعود الى أكثر من 4 آلاف سنة. وفيما قد تتغير المواد المستعملة في صنعها، من الحديد الى الذهب الى الفضة، الا ان ملمح الأيقونة الخارجي يبقى ثابتاً وأصلياً. أما تصميمها الحالي فيستعين بملامح سايكس الأصلية لا سيما في مدّ الذراعين الى الوراء. ولا تزال ملكيتها في حوزة حفيد اللورد مونتاغو.

إرسال تعليق

0 تعليقات