تحتفل مصر ، السبت، بالذكرى السابعة والعشرين لتحرير سيناء الغالية، فسيناء برمالها وشواطئها وجبالها وثرواتها الطبيعية تجسد ملحمة نضالية كبرى .. ملحمة صمود وحرب وانتصارات ومعركة سياسية ودبلوماسية وتحكيم دولى .. ملحمة تجسد شموخ هذا الشعب ونضال زعمائه الأبطال.
ففى مثل هذا اليوم يستعيد شعب مصر ذكريات رفع الرئيس حسنى مبارك علم مصر فوق أرض سيناء تنفيذا لمعاهدة السلام التى وقعت فى مارس 1979، التى مثلت إعلانا للعالم كله بعودة سيناء إلى أحضان الوطن الأم وجلاء آخر جندى إسرائيلى
، وتأكيدا على أن استراتيجية مصر قد نجحت مهما طال الزمن وأنها واجهت تحدى السلام وحققت مطلبها الذى أعلنه الرئيس الراحل أنور السادات من فوق منبر الكنيست فى 19 نوفمبر 1977 وهو الانسحاب الكامل من كافة الأراضى المصرية التى تم احتلالها عام 1967.
والاحتفال بذكرى تحرير سيناء له أهمية كبيرة فهو تذكير بلحظات المجد التى شهدتها الأمة ، حتى يشعر مواطنوها بالفخر والاعتزاز بانتمائهم، وتذكير الشباب بما حدث فى الماضى ليعرفوا حجم التضحيات والبطولات التى قام بها أبناء الوطن من أجل مجد مصر ومن ثم يتحقق التواصل المطلوب بين الأجيال بالاضافة إلى إعطاء القدوة لأبناء الوطن بأن الوطن قادر على مواجهة التحديات التى تعترض مسيرته مهما بلغ حجم وصعوبات هذه التحديات .
إن تذكير الشباب بهذه الصفحة المجيدة من تاريخ مصر المعاصر سيقدم لهم أملا جديدا فى أن مصر لاتستسلم أبدا، وسيعلمهم أن الكفاح من أجل حرية الوطن واستقلاله وعزته عملية مستمرة ومتواصلة لن تتوقف لأن العدو لن يتوقف عن الطمع واستهداف الأمن القومى .
وكما قال الرئيس حسنى مبارك إن مصر حررت سيناء بالحرب والسلام ، وأثبتت قواتنا المسلحة أن القوة العسكرية ليست حكرا على أحد وأن غطرسة القوة لاتجدى نفعا وأن الأحتلال لايمكن أن يدوم إلى الأبد.
وأكد الرئيس مبارك أنه ما من محنة أفدح من الاحتلال وامتهان السيادة، وقال :"لقد تجاوزنا هذه المحنة ببطولات جيشنا ودماء شهدائنا وصمود شعبنا وتضحيات أبنائه واستعدنا سيناء لأرض الوطن".
ويرى المراقبون أن منطقة الشرق الأوسط فى حاجة ماسة الآن إلى الاستقرار والسلام ، وفى حاجة أكثر لاستيعاب درس تحرير سيناء فى عملية السلام والاستمساك به برغم العقبات الشديدة التى تعترضه الآن ، مشيرين إلى أن مصر لاتتوقف جهودها من أجل السلام فلا بديل عن السلام كحل جذرى للقضية الفلسطينية القضية المحورية فى المنطقة.
ولم يكن الطريق إلى 25 أبريل سهلا ، بل كان طريقا شاقا على المستويين العسكرى والسياسى سالت عليه الدماء الطاهرة لشهداء الوطن الأبرار وشهد بطولات خارقة للمصريين حطمت أسطورة "الجيش الذى لايقهر".
لقد بدأ الشعب المصرى ملحمة التحرير بالصمود لاحتواء آثار الصدمة عقب نكسة 67، ويعد الصمود أعظم مراحل المقاومة التى لم تخل أيضا من العمليات العسكرية المبكرة على المواقع الاسرائيلية فى نهاية يونيو 67، فكانت معركة رأس العش فى أول يوليو 67، التى قضت على محاولة إسرائيل لاحتلال مدينة بور فؤاد، وإغراق المدمرة إيلات فى أكتوبر 67 أمام بورسعيد ، وردود الفعل العالمية لهذا الحدث فى الاستراتيجيات البحرية.
ثم بدأت حرب الاستنزاف من مارس 69 إلى أغسطس 1971 وهى بكل المقاييس تجربة رائدة من تجارب المقاومة ضد الاحتلال ثم بدأت مصر بعدها مرحلة التخطيط والإعداد لمعركة المصير أعظم حروب التحرير فى العصر الحديث فى 6 أكتوبر 1973 وهى انتصار للعسكرية المصرية والعربية بصفة خاصة وللعسكرية فى العالم الثالث بصفة عامة.
وبعدها خاضت الدبلوماسية المصرية حربها التى لاتقل جسارة عن قتال الجبهة لتحرير سيناء ولم تيأس مصر أمام العناد الاسرائيلى حتى دفعت بالحكومة الاسرائيلية لقبول الانسحاب المحدد سلفا فى 25 أبريل 1982 وكانت تلك الفترة قد شهدت أصعب مفاوضات أجريت استغرقت ست سنوات من عام 73 إلى عام 79 وتم توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل والتى نصت على الانسحاب الاسرائيلى الكامل من سيناء حتى الحدود الدولية .
وبعد إتمام عملية الانسحاب الإسرائيلى من سيناء على ثلاث مراحل تم تحرير كل شبر من سيناء فيما عدا الشبر الأخير ممثلا فى مشكلة طابا التى أوجدتها إسرائيل فى آخر أيام انسحابها من سيناء وقد استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة سبع سنوات وانتهت باستردادها ورفع العلم المصرى عليها فى 19 مارس 89 لتكتمل مسيرة النضال من أجل تحرير سيناء.
لقد كانت سيناء الساحة الرئيسية للصراع العربى - الإسرائيلى وبالتحديد لأربع حروب متتالية بداية (1948 - 1956 - 1967 - 1973) إلا أن الدور الذى لعبته سيناء اختلف من حرب إلى أخرى.
ففى الحرب العربية الاسرائيلية الأولى فى 15 مايو 1948 لم تكن أرض سيناء سوى معبر لقوات الجيش المصرى نحو أرض فلسطين بعد يوم واحد من إعلان الزعماء الإسرائيليين عن تأسيس دولتهم وفتح أراضيها أمام هجرة يهود العالم من كل الدول.
وفى 29 اكتوبر 1956 كانت سيناء مسرحا للعدوان الثلاثى (البريطانى والفرنسى والإسرائيلى) المشترك على الأراضى الفلسطينية عقب قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس ، وكانت هذه الحرب فرصة أمام إسرائيل لاحتلال قطاع غزة الذى كان خاضعا للسيادة المصرية .
وبعد توقف القتال بقرار من الأمم المتحدة اضطرت الدول الثلاث بعد أيام إلى الرحيل من الأراضى المصرية فى سيناء لكن إسرائيل رفضت الانسحاب من قطاع غزة حتى عام 1957 وذلك بعد أن وعدتها الولايات المتحدة بحل النزاع والابقاء على مضيق تيران مفتوحا .
وكان قرار الرئيس جمال عبد الناصر بإغلاق مضيق تيران وخروج قوات الأمم المتحدة من الأراضى المصرية من الأسباب التى اتخذتها إسرائيل مبررا لها لشن حرب 1967، واستمر الاحتلال ست سنوات إلى أن عبر الجيش المصرى قناة السويس 1973 ودمر خط بارليف وتم استرداد سيناء .
وما إن انتهت معركة التحرير حتى بدأت معركة التعمير والعمران ، وبرؤية ثاقبة وتحرك سريع ، اهتم الرئيس حسنى مبارك بضرورة إعداد خطط متكاملة لتعمير سيناء كجزء غال على الجميع فقد قرر مجلس الوزراء فى عام 1994 جعل منطقة سيناء منطقة جذب سكانى من خلال خطة تنمية شاملة وأعيد صياغتها فى عام 2000 لتضم محافظات القناة وذلك بمقتضى مشروع بلغت تكاليفه 6ر110 مليار جنيه بما يسمى المشروع القومى لتنمية سيناء حتى عام 2017 لربطها بالوادى والعالم الخارجى .
وخلال 27 عاما من حركة التعمير والتنمية، تم تشييد 4 شرايين عملاقة لربط الوادى بسيناء وهى نفق الشهيد أحمد حمدى وكوبرى مبارك للسلام فوق قناة السويس وكوبرى الفردان لعبور القطارات بين الفردان والعريش والشريان الرابع هو ترعة السلام التى تعتمد على مياه النيل لرى واستصلاح نحو 500 ألف فدان.
كما تم تجديد شبكة خطوط السكك الحديديةالتى امتدت من القنطرة إلى رفح وتمت توسعات كبرى فى مينائى نويبع والعريش كما تم إقامة العديد من الطرق بإجمالى أطوال 1520 كيلو مترا وذلك لربط القرى والمدن ببعضها وأقيمت العشرات من القرى والمشروعات السياحية فى الأماكن التاريخية فى سيناء وتعددت المدارس والمستشفيات ومراكز الحدمات والانتاج فى شمال وجنوب سيناء وتحولت أرض سيناء إلى مناطق لاجتذاب المستثمرين .
ويرى الخبراء أنه بالرغم من هذه الخطوات الايجابية التى تم انجازها فى مجال التنمية والتعمير فى سيناء فلا تزال تحتاج إلى جهد أكبر .
إن سيناء ، كما يقول المؤرخون ، تحمل فى إحشائها ذلك الكنز المدفون من الثروات المعدنية التى حباها الله بها .. إنها ليست صندوقا من الرمال وإنما هى ، وبالدرجة الأولى ، صندوق من الذهب الأسود الذى جعل منها إلى جانب الميزات الأخرى نعمة كبرى لمصر .
وتتميز سيناء بالثروات المعدنية الهائلة ففيها مناجم المنجنيز ومناجم الفحم والكبريتات ورمل السليكون والرمال السوداء بالإضافة إلى خامات مواد البناء مثل الإسمنت والجير والرمال والرخام والجرانيت .. كما تتميز بثرواتها البترولية ومن أهم حقول البترول بلاعيم برى وبلاعيم بحرى وأبو رديس وسدر وعسل وكلها توجد فى القطاع الغربى فى جنوب سيناء بمحازاة خليج السويس .
أما بالنسبة للسياحة ، تتمتع سيناء بمقومات دينية وطبيعية كما أن طبيعة سيناء مناسبة لسياحة السفارى وتسلق الجبال علاوة على انتشار ينابيع المياه والآبار ذات الخصائص الطبية ومن أهمها عيون موسى .
وتمثل سيناء نحو ثلث مساحة مصر وتسيطر على الطرق البحرية بين البحرين المتوسط والأحمر وهى الجسر الطبيعى بين قارتى آسيا وأفريقيا ، وهى بوابة مصر الشرقية ولذلك جاء معظم الغزاة عبر هذه البوابة منذ العصور القديمة.
وتبلغ مساحة سيناء نحو 61 ألف كيلو متر مربع وأجزاء كبيرة من أراضى سيناء مغطاة بالجبال .
وتعيش سيناء أزهى عصورها بعد أن انتهت عزلتها وعادت إلى أحضان الوطن ، وستظل رمزا على قدرة أبناء مصر على مواجهة التحديات فى الحرب والسلام وتأكيد سيادتهم على أراضيهم.
ففى مثل هذا اليوم يستعيد شعب مصر ذكريات رفع الرئيس حسنى مبارك علم مصر فوق أرض سيناء تنفيذا لمعاهدة السلام التى وقعت فى مارس 1979، التى مثلت إعلانا للعالم كله بعودة سيناء إلى أحضان الوطن الأم وجلاء آخر جندى إسرائيلى
، وتأكيدا على أن استراتيجية مصر قد نجحت مهما طال الزمن وأنها واجهت تحدى السلام وحققت مطلبها الذى أعلنه الرئيس الراحل أنور السادات من فوق منبر الكنيست فى 19 نوفمبر 1977 وهو الانسحاب الكامل من كافة الأراضى المصرية التى تم احتلالها عام 1967.
والاحتفال بذكرى تحرير سيناء له أهمية كبيرة فهو تذكير بلحظات المجد التى شهدتها الأمة ، حتى يشعر مواطنوها بالفخر والاعتزاز بانتمائهم، وتذكير الشباب بما حدث فى الماضى ليعرفوا حجم التضحيات والبطولات التى قام بها أبناء الوطن من أجل مجد مصر ومن ثم يتحقق التواصل المطلوب بين الأجيال بالاضافة إلى إعطاء القدوة لأبناء الوطن بأن الوطن قادر على مواجهة التحديات التى تعترض مسيرته مهما بلغ حجم وصعوبات هذه التحديات .
إن تذكير الشباب بهذه الصفحة المجيدة من تاريخ مصر المعاصر سيقدم لهم أملا جديدا فى أن مصر لاتستسلم أبدا، وسيعلمهم أن الكفاح من أجل حرية الوطن واستقلاله وعزته عملية مستمرة ومتواصلة لن تتوقف لأن العدو لن يتوقف عن الطمع واستهداف الأمن القومى .
وكما قال الرئيس حسنى مبارك إن مصر حررت سيناء بالحرب والسلام ، وأثبتت قواتنا المسلحة أن القوة العسكرية ليست حكرا على أحد وأن غطرسة القوة لاتجدى نفعا وأن الأحتلال لايمكن أن يدوم إلى الأبد.
وأكد الرئيس مبارك أنه ما من محنة أفدح من الاحتلال وامتهان السيادة، وقال :"لقد تجاوزنا هذه المحنة ببطولات جيشنا ودماء شهدائنا وصمود شعبنا وتضحيات أبنائه واستعدنا سيناء لأرض الوطن".
ويرى المراقبون أن منطقة الشرق الأوسط فى حاجة ماسة الآن إلى الاستقرار والسلام ، وفى حاجة أكثر لاستيعاب درس تحرير سيناء فى عملية السلام والاستمساك به برغم العقبات الشديدة التى تعترضه الآن ، مشيرين إلى أن مصر لاتتوقف جهودها من أجل السلام فلا بديل عن السلام كحل جذرى للقضية الفلسطينية القضية المحورية فى المنطقة.
ولم يكن الطريق إلى 25 أبريل سهلا ، بل كان طريقا شاقا على المستويين العسكرى والسياسى سالت عليه الدماء الطاهرة لشهداء الوطن الأبرار وشهد بطولات خارقة للمصريين حطمت أسطورة "الجيش الذى لايقهر".
لقد بدأ الشعب المصرى ملحمة التحرير بالصمود لاحتواء آثار الصدمة عقب نكسة 67، ويعد الصمود أعظم مراحل المقاومة التى لم تخل أيضا من العمليات العسكرية المبكرة على المواقع الاسرائيلية فى نهاية يونيو 67، فكانت معركة رأس العش فى أول يوليو 67، التى قضت على محاولة إسرائيل لاحتلال مدينة بور فؤاد، وإغراق المدمرة إيلات فى أكتوبر 67 أمام بورسعيد ، وردود الفعل العالمية لهذا الحدث فى الاستراتيجيات البحرية.
ثم بدأت حرب الاستنزاف من مارس 69 إلى أغسطس 1971 وهى بكل المقاييس تجربة رائدة من تجارب المقاومة ضد الاحتلال ثم بدأت مصر بعدها مرحلة التخطيط والإعداد لمعركة المصير أعظم حروب التحرير فى العصر الحديث فى 6 أكتوبر 1973 وهى انتصار للعسكرية المصرية والعربية بصفة خاصة وللعسكرية فى العالم الثالث بصفة عامة.
وبعدها خاضت الدبلوماسية المصرية حربها التى لاتقل جسارة عن قتال الجبهة لتحرير سيناء ولم تيأس مصر أمام العناد الاسرائيلى حتى دفعت بالحكومة الاسرائيلية لقبول الانسحاب المحدد سلفا فى 25 أبريل 1982 وكانت تلك الفترة قد شهدت أصعب مفاوضات أجريت استغرقت ست سنوات من عام 73 إلى عام 79 وتم توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل والتى نصت على الانسحاب الاسرائيلى الكامل من سيناء حتى الحدود الدولية .
وبعد إتمام عملية الانسحاب الإسرائيلى من سيناء على ثلاث مراحل تم تحرير كل شبر من سيناء فيما عدا الشبر الأخير ممثلا فى مشكلة طابا التى أوجدتها إسرائيل فى آخر أيام انسحابها من سيناء وقد استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة سبع سنوات وانتهت باستردادها ورفع العلم المصرى عليها فى 19 مارس 89 لتكتمل مسيرة النضال من أجل تحرير سيناء.
لقد كانت سيناء الساحة الرئيسية للصراع العربى - الإسرائيلى وبالتحديد لأربع حروب متتالية بداية (1948 - 1956 - 1967 - 1973) إلا أن الدور الذى لعبته سيناء اختلف من حرب إلى أخرى.
ففى الحرب العربية الاسرائيلية الأولى فى 15 مايو 1948 لم تكن أرض سيناء سوى معبر لقوات الجيش المصرى نحو أرض فلسطين بعد يوم واحد من إعلان الزعماء الإسرائيليين عن تأسيس دولتهم وفتح أراضيها أمام هجرة يهود العالم من كل الدول.
وفى 29 اكتوبر 1956 كانت سيناء مسرحا للعدوان الثلاثى (البريطانى والفرنسى والإسرائيلى) المشترك على الأراضى الفلسطينية عقب قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس ، وكانت هذه الحرب فرصة أمام إسرائيل لاحتلال قطاع غزة الذى كان خاضعا للسيادة المصرية .
وبعد توقف القتال بقرار من الأمم المتحدة اضطرت الدول الثلاث بعد أيام إلى الرحيل من الأراضى المصرية فى سيناء لكن إسرائيل رفضت الانسحاب من قطاع غزة حتى عام 1957 وذلك بعد أن وعدتها الولايات المتحدة بحل النزاع والابقاء على مضيق تيران مفتوحا .
وكان قرار الرئيس جمال عبد الناصر بإغلاق مضيق تيران وخروج قوات الأمم المتحدة من الأراضى المصرية من الأسباب التى اتخذتها إسرائيل مبررا لها لشن حرب 1967، واستمر الاحتلال ست سنوات إلى أن عبر الجيش المصرى قناة السويس 1973 ودمر خط بارليف وتم استرداد سيناء .
وما إن انتهت معركة التحرير حتى بدأت معركة التعمير والعمران ، وبرؤية ثاقبة وتحرك سريع ، اهتم الرئيس حسنى مبارك بضرورة إعداد خطط متكاملة لتعمير سيناء كجزء غال على الجميع فقد قرر مجلس الوزراء فى عام 1994 جعل منطقة سيناء منطقة جذب سكانى من خلال خطة تنمية شاملة وأعيد صياغتها فى عام 2000 لتضم محافظات القناة وذلك بمقتضى مشروع بلغت تكاليفه 6ر110 مليار جنيه بما يسمى المشروع القومى لتنمية سيناء حتى عام 2017 لربطها بالوادى والعالم الخارجى .
وخلال 27 عاما من حركة التعمير والتنمية، تم تشييد 4 شرايين عملاقة لربط الوادى بسيناء وهى نفق الشهيد أحمد حمدى وكوبرى مبارك للسلام فوق قناة السويس وكوبرى الفردان لعبور القطارات بين الفردان والعريش والشريان الرابع هو ترعة السلام التى تعتمد على مياه النيل لرى واستصلاح نحو 500 ألف فدان.
كما تم تجديد شبكة خطوط السكك الحديديةالتى امتدت من القنطرة إلى رفح وتمت توسعات كبرى فى مينائى نويبع والعريش كما تم إقامة العديد من الطرق بإجمالى أطوال 1520 كيلو مترا وذلك لربط القرى والمدن ببعضها وأقيمت العشرات من القرى والمشروعات السياحية فى الأماكن التاريخية فى سيناء وتعددت المدارس والمستشفيات ومراكز الحدمات والانتاج فى شمال وجنوب سيناء وتحولت أرض سيناء إلى مناطق لاجتذاب المستثمرين .
ويرى الخبراء أنه بالرغم من هذه الخطوات الايجابية التى تم انجازها فى مجال التنمية والتعمير فى سيناء فلا تزال تحتاج إلى جهد أكبر .
إن سيناء ، كما يقول المؤرخون ، تحمل فى إحشائها ذلك الكنز المدفون من الثروات المعدنية التى حباها الله بها .. إنها ليست صندوقا من الرمال وإنما هى ، وبالدرجة الأولى ، صندوق من الذهب الأسود الذى جعل منها إلى جانب الميزات الأخرى نعمة كبرى لمصر .
وتتميز سيناء بالثروات المعدنية الهائلة ففيها مناجم المنجنيز ومناجم الفحم والكبريتات ورمل السليكون والرمال السوداء بالإضافة إلى خامات مواد البناء مثل الإسمنت والجير والرمال والرخام والجرانيت .. كما تتميز بثرواتها البترولية ومن أهم حقول البترول بلاعيم برى وبلاعيم بحرى وأبو رديس وسدر وعسل وكلها توجد فى القطاع الغربى فى جنوب سيناء بمحازاة خليج السويس .
أما بالنسبة للسياحة ، تتمتع سيناء بمقومات دينية وطبيعية كما أن طبيعة سيناء مناسبة لسياحة السفارى وتسلق الجبال علاوة على انتشار ينابيع المياه والآبار ذات الخصائص الطبية ومن أهمها عيون موسى .
وتمثل سيناء نحو ثلث مساحة مصر وتسيطر على الطرق البحرية بين البحرين المتوسط والأحمر وهى الجسر الطبيعى بين قارتى آسيا وأفريقيا ، وهى بوابة مصر الشرقية ولذلك جاء معظم الغزاة عبر هذه البوابة منذ العصور القديمة.
وتبلغ مساحة سيناء نحو 61 ألف كيلو متر مربع وأجزاء كبيرة من أراضى سيناء مغطاة بالجبال .
وتعيش سيناء أزهى عصورها بعد أن انتهت عزلتها وعادت إلى أحضان الوطن ، وستظل رمزا على قدرة أبناء مصر على مواجهة التحديات فى الحرب والسلام وتأكيد سيادتهم على أراضيهم.
المصدر: وكالة انباء الشرق الاوسط
0 تعليقات
تذكّر قول الله عز وجل
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ))