نسخة مطورة من "جوجل إيرث" تثير فزع الحكومة الأمريكية

محيط: أصبحت عبارة "ممنوع الاقتراب أوالتصوير" لا محل لها من الإعراب منذ إطلاق شركة جوجل لخدمتها الشهيرة "جوجل إيرث" التي كشفت العديد من الأماكن الحساسة لدي بعض الدول كانت من قبل أسراراً عسكرية صعب المساس بها.

وعمدت جوجل بعد النجاح الذي حققه البرنامج إلى إجراء الكثير من التحديثات عليه، إلى أن كشفت مؤخراً عن نسخة مطورة جديدة تستعين فيها بقمر صناعي عالى الجودة يلتقط صوراً شديدة  الوضوح والنقاء، وهو ما دفع بالحكومة الأمريكية بالمطالبة باحتكار هذه النسخة بزعم الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي.

واستجابت جوجل وقررت عدم السماح بهذا النقاء والوضوح المتناهي سوي للحكومة الأميركية، في حين ستمتلك الشركة حق الاستخدام الحصري للصور الأقل جودة.

وتعد تلك هي المرة الأولي التي يتم فيها الكشف عن صور للنسخة الجديدة من البرنامج بالغ الخصوصية ، وأوضحت تقارير صحافية بريطانية أن الصور الأكثر وضوحًا الذي سيقدمها برنامج جوجل إيرث الجديد، من شأنها أن تحول "أطلس الفوتوغرافي" لمحرك البحث العملاق إلي وسيلة يمكن الاعتماد عليها بشكل أكبر مستقبلاً لمشاهدة الأشياء بشكل أكثر تفصيلا ً.

وقالت صحيفة الدايلي ميل البريطانية أنه تم تشغيل القمر الاصطناعي الخاص بالبرنامج بشكل مباشر يوم الأربعاء الماضي بعد إطلاقه من احدي القواعد الجوية الأميركية في ولاية كاليفورنيا الأميركية منذ شهر تقريبا ً، وتم إلتقاط صورة لحرم جامعي في ولاية بنسلفانيا ، وقد تم التقاطها بواسطة قمر خاص بشركة تدعي " GeoEye-1 " وذلك من علي مسافة قدرها 423 ميل في الفضاء، وبالرغم من ذلك، تبدو الصورة وكأنه قد تم التقاطها من طائرة قريبة من الأرض.
 

وتواصل جوجل تطوير عرضها الجغرافي لمختلف الأماكن على سطح الأرض عن طريق زيادة حجم الصور شديدة الدقة التي التقطتها الأقمار الصناعية.

ويتوقع الخبراء أن تزيد هذه الخطوة من حدة الهجوم التى تقوده بعض الدول على البرنامج بحجة أن هذه الخدمة تقوم بفضح أسرارها العسكرية وهو ما حدث مؤخراً عندما ذكرت صحيفة يديعوت إحرونوت الإسرائيلية أن هذا البرنامج المطور الذي يتضمن أرشيفاً لصور ملتقطة بالأقمار الصناعية يكشف مواقع عسكرية وأمنية إسرائيلية هامة.

وحذرت الصحيفة من أن البرنامج جعل من هذه المواقع أهدافا سهلة محتملة لمن يريد مهاجمتها، مضيفة أن جوجل طورت صور الأقمار الصناعية الخاصة بإسرائيل وضاعفت تقريباً من درجة وضوحها ودقتها خلال الأيام الأخيرة.

ووصفت الصحيفة البرنامج بأنه يمثل "نقطة قوة" للدول الأعداء على حد تعبيرها و"كنزا" للفصائل المسلحة، وأشارت إلى أن الصور تتكون من بيكسل واحد لكل مترين مربعين بالمقارنة إلى الصور السابقة التي تتكون من بيكسل واحد لكل 10-20 متراً مربعاً على الأرض.

ومن بين المواقع البالغة الحساسية الممكن رؤيتها تفصيلا مقر وزارة الدفاع في تل أبيب وقواعد أساسية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي والمفاعل النووي الإسرائيلي السري المثير للجدل في مدينة ديمونة بالصحراء الجنوبية، كما تعرف مستخدمو النت على موقع آخر ترددت مزاعم أنه مقر وكالة الاستخبارات الإٍسرائيلية الموساد وموقعها سري.

وفى نفس السياق أيضاً فقد أظهر تقرير إخبارى نشر فى جريدة تليجراف أن المقاومة في العراق تستخدم هذا البرنامج لتنفيذ هجمات ضد المعسكرات البريطانية والأمريكية.

وهذه المعلومات لم تأت من فراغ ولكن تم اكتشافها من خلال مستندات عثر عليها أثناء مهاجمة عدد من المنازل التي كان يختبئ فيها المسلحين.

ويتيح برنامج جوجل إيرث تحديد الأماكن بسهولة كبيرة ودقة متناهية وبسرعة فائقة ، فما على مستخدم البرنامج سوى الضغط على منطقة ذات دلالة معينة وحينئذ ستنبثق إحدى نوافذ ديسكفري تضم روابطًا لكلا من ملفات الفيديو ومعلومات الموسوعة حول هذه المنطقة وتوضيح خطوط الطول والعرض، وعرض صور لهذه المناطق بما فيها أيضاً العسكرية.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات