الشبكات الإجتماعية على الإنترنت وسيلة جديدة للتجسس

لندن: تعتزم الحكومة البريطانية منح الأجهزة الأمنية لديها صلاحيات جديدة لملاحقة العناصر الإرهابية في المواقع الإلكترونية حيث تتيح للاستخبارات صلاحية الحصول على البيانات الشخصية للمشتبهين في مواقع اجتماعية كـ"فيس بوك" و"Bebo"، وتلك المواقع المختصة بالألعاب الإلكترونية.

وكشفت الخطة الأمنية الجديدة خلال كلمة لوزيرة الداخلية، جاكي سميث، حول الإرهاب الأربعاء عزت فيها الخطوة إلى مخاوف من استخدام الإرهابيين والمجرمين للمواقع الإلكترونية كوسيلة للتخاطب.

وبموجب القوانين السائدة، تتحصل الأجهزة الأمنية على البيانات الشخصية كأرقام الهواتف، والمراسلات عبر البريد الإلكتروني، من شركات الاتصالات التقليدية (CSPs).

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن التوسع الهائل في وسائل الاتصالات، مثل المواقع الاجتماعية الإلكترونية، والأخرى المتخصصة في الألعاب، أو المزايدة كـ"ebay وتقنية الإنترنت اللاسلكي، تعد مشكلة خطيرة لأجهزة الأمن البريطانية، من شرطة وMI5 الاستخبارات الداخلية، بالإضافة إلى الأجهزة الحكومية الأخرى.

وأكد مصدر أمني مسؤول أن المجرمون قد يستخدمون خدمات الدردشة المتاحة في تلك المواقع، وأضاف آخر: "الإرهابيون يستغلون تلك المواقع الإلكترونية الاجتماعية.. هناك من لديهم عدة ملفات في مواقع مختلفة، وتحت أسماء مستعارة، فكيف سيتسنّى لنا تحديد هوياتهم.. علينا التحرك، ونحن بحاجة لجمع البيانات غير المتوفرة في CSPs."

وذكر موقع شبكة سي إن إن على الإنترنت أنه من المتوقع أن تقابل المواقع الإلكترونية المعنية طلب الحكومة بعدائية لعدة أسباب على رأسها التكلفة العالية للمشروع.

وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد أعلنت أن أجهزة الاستخبارات البريطانية لجأت إلى موقع "فيس بوك" الإلكتروني للتعارف من أجل البحث عن موظفين، حيث بدأ جهاز الاستخبارات الخارجية "M.I.6" منذ بضعة أسابيع نشر إعلانات على الموقع، في إطار حملة توظيف.

وأوضحت متحدثة باسم وزارة الخارجية، أن الحملة المفتوحة التي يقوم بها جهاز الاستخبارات مستمرة، من أجل إيجاد مواهب تمثل المجتمع البريطاني، مشيرة إلى أن هناك تقنيات عدة، من أجل تقديم القدرات المهنية في المنظمة، ويعتبر "فيس بوك" نموذج منها.

وبدأ جهاز "M.I.6" في أبريل 2006 توظيف عناصره بشكل علني، عبر حملات دعائية في الإذاعة والصحف، كما تنشر الاستخبارات إعلانات حول هذا الموضوع على موقعها الإلكتروني، حيث يمكن تعبئة استمارة لتقديم الترشيح.

وكانت إحدى الدوائر الاستخبارية البريطانية قد اعتمدت مؤخراً على استقطاب بعض النوابغ في عالم شبكات الانترنت إلى صفوفها عبر بث إعلانات للتطوع من خلال بعض أكثر ألعاب كمبيوتر شعبية، أثناء استخدامها عبر الشبكة العنكبوتية.

وقالت وكالة GCHQ الاستخباراتية، التي تعتبر ذراع المراقبة والاستطلاع التابع لجهاز المخابرات البريطاني، أنها ستعتمد هذا الأسلوب لبلوغ "جيل شاب من عباقرة الانترنت،" قادرين على تجديد شبابها.

وأضافت الوكالة، التي تدعى رسمياً "المقر العام للاتصالات الحكومية،" أنها تأمل بأن تؤدي حملتها إلى: "جذب مخيلة الأشخاص الذين لديهم ولع خاص بالتقنيات الإلكترونية."

من جانبها، حاولت الولايات المتحدة هي الأخرى الاستفادة من موقع فيس بوك ولكن بطريقتها الخاصة حينما أطلقت موقعاً جديداً خاص بعالم العمليات السرية والتجسس وهو عبارة عن شبكة اجتماعية للمحللين العاملين في 16 هيئة استخباراتية أمريكية.

ويطلق على الموقع الجديد اسم "إيه سبيس" A-Space، وهو على غرار الشبكات الاجتماعية الأخرى مثل "فيس بوك" و "ماي سبيس" إلا أنه يختلف فى أن مشتركيه من نوع خاص.

ويهدف هذا الموقع الاجتماعي لعالم الجاسوسية إلى حماية الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تقييم المعلومات المتاحة لوكالات التجسس الوطنية ككل، لأن عدم توافر المعلومات والبيانات المهمة يمكن أن تكون له انعكاساته المدمرة، مثلما حدث من إهمال لإحدي المعلومات المهمة حيث قام أحد عملاء الـFBI بإرسال بريد إلكتروني قبيل هجمات 11 سبتمبر 2001، يحذر من وجود أشخاص يتدربون على الطيران، ولكنهم لا يتعلمون الهبوط بها، إلا أنها لم تؤخذ جدياً لعدم وجود ترابط ما بين وكالات الاستخبارات وهو ما سيتيحه الموقع الجديد.

ويتيح الموقع تشكيل صداقات، كما هو الحال في المواقع الاجتماعية الأخرى مثل "فيس بوك" وغيره، ولكن لا يمكن لأي شخص خارج دوائر الاستخبارات أن يصبح عضواً فيه، لأنه عالم سري.

فمحللو وكالة الاستخبارات الأمريكية  CIA يمكنهم استخدام موقع "إيه سبيس"، الذي سيطلق للخدمة الفعلية رسمياً في الثاني والعشرين من سبتمبر الحالي، لمشاركة المعلومات والآراء حول تحركات القاعدة ومنظماتها المتفرعة عنها في الشرق الأوسط أو تحركات القطع البحرية الروسية ومناوراتها في البحر الأسود.

ويقول مايكل ويرتايمر، الوكيل المساعد لمدير قسم التحليل في وكالة الأمن القومي قوله : "إنه موقع للالتقاء ليس للجواسيس فقط، وإنما لتبادل المعلومات التي لم يكن بإمكانهم أن يتشاركوا بها من قبل، وسيتيح لهم الموقع وللمرة الأولى فرصة التفكير بصوت عال وبشكل علني ولكن بين نظرائهم، وتحت مظلة 'إيه سبيس'".

وأوضح ويرتايمر أن من الأمثلة الممتازة على ذلك ما إذا أصدر زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، شريط فيديو جديداً، وكيفية الحصول على ذلك الشريط، ومصادر الحصول على المعلومات السرية والحساسة المطلوبة لوضع كل ذلك في سياقه المحدد.

ورداً على كيفية تنظيم هذه العملية أوضح ويرتايمر قائلاً "نحن نقوم بتطوير آلية للتحذير من مثل ذلك السلوك، ونطلق عليه اسم 'ماستركارد' حتى الآن لعدم وجود وصف بديل، حيث يمكن لشخص ما أن يستخدم بطاقة الائتمان بطريقة لم يستخدموها من قبل على سبيل المثال، وبالتالي فهي تحذر من أن تلك البطاقة قد تعرضت للسرقة.. وبالمثل، فإننا سنقوم بتطوير نمط سلوكي خاص بأعضاء موقع 'إيه سبيس'".

إرسال تعليق

0 تعليقات